بعضهم اليتجاوز الاستفزاز و لا يكتفي به، ويتحول الي الارهاب الفكري و غيرالفكري في طرح القضايا الثقافيه ذات مساسبالمجتمع. و هؤلاء، حين تنظر اليهم من بعيد تجدهم احرص الناس علي الدعوه الي الحوارالعقلاني، و لكن حين تقترب و تتفحص مقولاتهم و تفككها جيداً تجدهم ارهابيين منالطراز الأول، ذلك انهم يمارسون الارهاب الفكري بابشع صوره، تاره بالرمي بالتجهيل،و تاره بالتضخيم و التهويل، و تاره ثالثه بإقحام مناهج و سوق مصطلحات لا دخل لهابالموضوع، و ربما لم يقف كاتبها علي محتواها بشكل تام!
موضوع الغزو الثقافيفي الساحه العربيه و في بلاد المسلمين تعدي دائره الحوار الفاعل، ليدخل دائرهالمزايده المشار اليها. حصل ذلك علي مستوي المقوله نفسها فيما تدل عليه من مواقفازاء ثقافه الغرب. اذ لا يمكن الحديث عن الغزو الفكري و الثقافي لبلاد المسلمين دونان يرتبط ذلك ارتباطاً وثيقاً برؤيه معينه للغرب عامه و لثقافته و فكره خاصه. بديهينجانب الانصاف اذا وضعنا الجميع في دائره واحده دون تمييز، و مع ذلك من المفيد اننمر علي الذين يمارسون ارهاب الفكر بمقولات الفكر و بغيرها، ليحجبوا واقعاً يظليفرض نفسه باستمرار.
بلاد المسلمين تعيش حال ضعف مشهود لا مجال لانكاره. وهذه الحال ليست وليده الساعه بل تتلابس في خلفيتها مجموعه من العوامل. و علي ارضيهالضعف نشأ تيار الهجوم الفكري المضاد و تبلور في مصطلح الغزو الثقافي او الغزوالفكري. و مع ذلك تجد من يتحرك ضد البداهه و يروم ان يحجب الشمس بغربال.
قال بعضهم لا معني للغزو الثقافي او الفكري، و لا معني للافكار المستورده،لان الغزو مصطلح عسكري، و الاستيراد مصطلح الاقتصادي! (د. فؤاد زكريا و الناقد عليحرب مثالاً) عجيب امر هؤلاء و هم لا يكفون في لغتهم الحديثه عن استخدام مصطلحات: حفريات المعرفه، منتجات العقل، تقنيات، آليات، البيئه الفكريه، مع ان الحفريات تختصبعلم الارض، و المنتجات مصطلح اقتصادي، و التقنيات و الآليات من مصطلحات علمالميكانيك، و البيئه من مصطلحات الجغرافيا؟
و يحمل بعضهم علي الغزو الثقافيلكونه شعاراً آيديولوجيا يخدم اغراضا سياسيه، و يغطي علي واقع ضعيف. (صادق جلالالعظم و كمال عبداللطيف مثالاً).
و لا ندري اذا كان الاستخدام الخاطيء والتوظيف السياسي يغيران من الواقع شيئاً ام لا؟ كل مصطلح مرشح للاستخدام الخاطيء وللتوظيف السياسي ايضاً، و لكن ذلك لم و لن يمنع البشر من معالجه واقعهم، كما انالتزوير و ان كان يحجب الحقائق و يدلس علي وعي الناس لزمن، الا انه لا يقوي عليتغيير الواقع.
ثم لماذا يستمريء بعض المثقفين في الساحه حديثاً عن الهويهيتزايد في المانيا، و آخر عن الغزو الاميركي للثقافه الفرنسيه يتصاعد بعنف فيفرنسا، و يذعن باصاله اليابان و ذاتيتها، و لكن يرفض علي العالم الاسلامي، و عليالمسلمين حقهم في ذلك؟
و اذا كان ليس من هدفنا الآن، ان نمارس بحثاً مطولاًحول مقوله الغزو الثقافي في الاتجاهات السائده في الثقافه العربيه و تيارات الفكرفي بلاد المسلمين الاخري، فاننا نكتفي بعرض رؤيه حول الموضوع نعتقد انها تحملمميزات خاصه سنستعرضها بعد قليل.
رؤيه حول الغزو الثقافي
في ايران طرح آيه الله السيد علي الخامنئي رؤيه حول مقوله الغزو الثقافي: وظل يتابع الموضوع علي مدي سنوات، حتي تجمعت من حصيله هذه المتابعه نصوص شكلت كتاباًضخماً حمل عنوان «الثقافه و الغزو الثقافي».
ما يميز رؤيه السيد الخامنئيهو اللغه المباشره و التوجه نحو الواقع، لماذا؟ لان سماحته لا يمارس مسؤوليه في هذاالمضمار من واقع كونه منظراً ثقافيا، بل من واقع كونه مسؤولاً.
و مع ذلك لمنجد هذ الرؤيه غائبه عن مرتكزاتها الثقافيه في معالجه الغزو الثقافي و التمييز بينهذه المقوله و مقوله التفاعل أو التبادل الثقافي. و لكي نعين القاريء علي اختصارالمسافه، فان أهم افكار هذه الرؤيه، هي مايلي:
* نحن ايرانيون مسلمون،كلمات تتردد بكثره في طي هذه النصوص. و لكن لا تعني لا الاسلاميه و لا ايرانيه انننأي عن التعلم من الآخر. فالآخرون لهم أشياء و افكار جيده، و لكن من الافضل تذويبما يكتسب من الآخرين في بنيه الثقافه الذاتيه.
* لا ضير من أخذ ثقافهالآخرين بشرط ان نملك حريه الاختيار، و القدره علي الهضم فنأخذ ما ينفعنا. و الذينرفضه هو القسر و الاجبار في تلقي ثقافه الآخر. و اذا كان الآخر عدواً، فلنا اننتصور ماذا يدفع لنا من ثقافته.
* الغزو الثقافي و ان كان يأتي من جههالغرب، فهو يتحرك بآليات محليه و علي ارضيه ضعفنا في الداخل، بل لا معني للغزو مندون ضعفنا، فلضعفنا يتم الغزو؛ و ضعفنا هو ارضيه الغازي.
و طريق المواجههلا يتمثل باقامه السدود وحدها و وضع المتاريس بل بابداع الفكر و ابتداع الحلول وتقويه البناء، اي يتجاوز الضعف.
* ليس لدينا حساسيه من الغرب لكونه غرباً،بل نحن نعترف بتقدمه، و الاكثر من ذلك بوجود افكار و منتجات مفيده في ثقافته، وعلينا ان نأخذها، بل نسعي اليها بجد. و لكن بشرط ان نملك حريه الاختيار، لا ان يدفعلنا الآخر ما يشاء، كيف يشاء من ثقافه استهلاكيه مسخ تأتينا باسم الحداثه وغيرها.
كما لا يحسن ان نتعامل مع ثقافه الغرب و كأننا فاضون من اي شيءتماماً كالطبل الأجوف او الورقه البيضاء!
* الانفتاح شرط في كسب المناعه،و التواصل مع ثقافات الشعوب فرصه لإنما الحياه الثقافيه و لخصوبتها.
* يتركز هجوم النص علي دعاه التغريب الاوائل في ايران، فاولئك مهما كانت ظروفهم،ذهبوا الي تعميمها، و دعوا الي تغريب ايران بحسب نص تعبير احدهم – السيد تقي زاده- ظاهراً و باطناً، في الثقافه و المعاش و اللباس! و هذا المسخ لا يرضاه اعتي دعاهالعالميه!
و لو كان رواد التغريب الاوائل قد اكتفوا بالدعوه لكسب العلمالغربي لما اعترض عليهم احد.
* اخيراً، بين الغزو و التبادل او التفاعلالثقافي خطوط ينبغي ان تكون واضحه فالغزو فرض و قسر و التبادل اختيار. و الغزو يفرضعلي الامه لاستئصال ثقافتها و التبادل ضروره للتكامل. و الغزو يكون في حال الضعف،في حين يقوم التبادل علي النديه و التكافؤ.
يتبع
موضوع الغزو الثقافيفي الساحه العربيه و في بلاد المسلمين تعدي دائره الحوار الفاعل، ليدخل دائرهالمزايده المشار اليها. حصل ذلك علي مستوي المقوله نفسها فيما تدل عليه من مواقفازاء ثقافه الغرب. اذ لا يمكن الحديث عن الغزو الفكري و الثقافي لبلاد المسلمين دونان يرتبط ذلك ارتباطاً وثيقاً برؤيه معينه للغرب عامه و لثقافته و فكره خاصه. بديهينجانب الانصاف اذا وضعنا الجميع في دائره واحده دون تمييز، و مع ذلك من المفيد اننمر علي الذين يمارسون ارهاب الفكر بمقولات الفكر و بغيرها، ليحجبوا واقعاً يظليفرض نفسه باستمرار.
بلاد المسلمين تعيش حال ضعف مشهود لا مجال لانكاره. وهذه الحال ليست وليده الساعه بل تتلابس في خلفيتها مجموعه من العوامل. و علي ارضيهالضعف نشأ تيار الهجوم الفكري المضاد و تبلور في مصطلح الغزو الثقافي او الغزوالفكري. و مع ذلك تجد من يتحرك ضد البداهه و يروم ان يحجب الشمس بغربال.
قال بعضهم لا معني للغزو الثقافي او الفكري، و لا معني للافكار المستورده،لان الغزو مصطلح عسكري، و الاستيراد مصطلح الاقتصادي! (د. فؤاد زكريا و الناقد عليحرب مثالاً) عجيب امر هؤلاء و هم لا يكفون في لغتهم الحديثه عن استخدام مصطلحات: حفريات المعرفه، منتجات العقل، تقنيات، آليات، البيئه الفكريه، مع ان الحفريات تختصبعلم الارض، و المنتجات مصطلح اقتصادي، و التقنيات و الآليات من مصطلحات علمالميكانيك، و البيئه من مصطلحات الجغرافيا؟
و يحمل بعضهم علي الغزو الثقافيلكونه شعاراً آيديولوجيا يخدم اغراضا سياسيه، و يغطي علي واقع ضعيف. (صادق جلالالعظم و كمال عبداللطيف مثالاً).
و لا ندري اذا كان الاستخدام الخاطيء والتوظيف السياسي يغيران من الواقع شيئاً ام لا؟ كل مصطلح مرشح للاستخدام الخاطيء وللتوظيف السياسي ايضاً، و لكن ذلك لم و لن يمنع البشر من معالجه واقعهم، كما انالتزوير و ان كان يحجب الحقائق و يدلس علي وعي الناس لزمن، الا انه لا يقوي عليتغيير الواقع.
ثم لماذا يستمريء بعض المثقفين في الساحه حديثاً عن الهويهيتزايد في المانيا، و آخر عن الغزو الاميركي للثقافه الفرنسيه يتصاعد بعنف فيفرنسا، و يذعن باصاله اليابان و ذاتيتها، و لكن يرفض علي العالم الاسلامي، و عليالمسلمين حقهم في ذلك؟
و اذا كان ليس من هدفنا الآن، ان نمارس بحثاً مطولاًحول مقوله الغزو الثقافي في الاتجاهات السائده في الثقافه العربيه و تيارات الفكرفي بلاد المسلمين الاخري، فاننا نكتفي بعرض رؤيه حول الموضوع نعتقد انها تحملمميزات خاصه سنستعرضها بعد قليل.
رؤيه حول الغزو الثقافي
في ايران طرح آيه الله السيد علي الخامنئي رؤيه حول مقوله الغزو الثقافي: وظل يتابع الموضوع علي مدي سنوات، حتي تجمعت من حصيله هذه المتابعه نصوص شكلت كتاباًضخماً حمل عنوان «الثقافه و الغزو الثقافي».
ما يميز رؤيه السيد الخامنئيهو اللغه المباشره و التوجه نحو الواقع، لماذا؟ لان سماحته لا يمارس مسؤوليه في هذاالمضمار من واقع كونه منظراً ثقافيا، بل من واقع كونه مسؤولاً.
و مع ذلك لمنجد هذ الرؤيه غائبه عن مرتكزاتها الثقافيه في معالجه الغزو الثقافي و التمييز بينهذه المقوله و مقوله التفاعل أو التبادل الثقافي. و لكي نعين القاريء علي اختصارالمسافه، فان أهم افكار هذه الرؤيه، هي مايلي:
* نحن ايرانيون مسلمون،كلمات تتردد بكثره في طي هذه النصوص. و لكن لا تعني لا الاسلاميه و لا ايرانيه انننأي عن التعلم من الآخر. فالآخرون لهم أشياء و افكار جيده، و لكن من الافضل تذويبما يكتسب من الآخرين في بنيه الثقافه الذاتيه.
* لا ضير من أخذ ثقافهالآخرين بشرط ان نملك حريه الاختيار، و القدره علي الهضم فنأخذ ما ينفعنا. و الذينرفضه هو القسر و الاجبار في تلقي ثقافه الآخر. و اذا كان الآخر عدواً، فلنا اننتصور ماذا يدفع لنا من ثقافته.
* الغزو الثقافي و ان كان يأتي من جههالغرب، فهو يتحرك بآليات محليه و علي ارضيه ضعفنا في الداخل، بل لا معني للغزو مندون ضعفنا، فلضعفنا يتم الغزو؛ و ضعفنا هو ارضيه الغازي.
و طريق المواجههلا يتمثل باقامه السدود وحدها و وضع المتاريس بل بابداع الفكر و ابتداع الحلول وتقويه البناء، اي يتجاوز الضعف.
* ليس لدينا حساسيه من الغرب لكونه غرباً،بل نحن نعترف بتقدمه، و الاكثر من ذلك بوجود افكار و منتجات مفيده في ثقافته، وعلينا ان نأخذها، بل نسعي اليها بجد. و لكن بشرط ان نملك حريه الاختيار، لا ان يدفعلنا الآخر ما يشاء، كيف يشاء من ثقافه استهلاكيه مسخ تأتينا باسم الحداثه وغيرها.
كما لا يحسن ان نتعامل مع ثقافه الغرب و كأننا فاضون من اي شيءتماماً كالطبل الأجوف او الورقه البيضاء!
* الانفتاح شرط في كسب المناعه،و التواصل مع ثقافات الشعوب فرصه لإنما الحياه الثقافيه و لخصوبتها.
* يتركز هجوم النص علي دعاه التغريب الاوائل في ايران، فاولئك مهما كانت ظروفهم،ذهبوا الي تعميمها، و دعوا الي تغريب ايران بحسب نص تعبير احدهم – السيد تقي زاده- ظاهراً و باطناً، في الثقافه و المعاش و اللباس! و هذا المسخ لا يرضاه اعتي دعاهالعالميه!
و لو كان رواد التغريب الاوائل قد اكتفوا بالدعوه لكسب العلمالغربي لما اعترض عليهم احد.
* اخيراً، بين الغزو و التبادل او التفاعلالثقافي خطوط ينبغي ان تكون واضحه فالغزو فرض و قسر و التبادل اختيار. و الغزو يفرضعلي الامه لاستئصال ثقافتها و التبادل ضروره للتكامل. و الغزو يكون في حال الضعف،في حين يقوم التبادل علي النديه و التكافؤ.
يتبع
