السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأحد, 25 يوليو, 2021, 11:49 بتوقيت القدس
القائد «دروزة».. تتلمذ على يده قساميون دون أن يعرفوه
القسام - خاص:
في مثل هذا اليوم وقبل أعوام، أسدلت صواريخ العدو الستار عن آخر فصول معاناة الشهيد المقدام صلاح الدين نور الدين دروزة،
بينما كان في الثامنة والثلاثين من عمره، عندما تساقطت على سيارته لتحولها إلى رماد وكومة من الحديد، وتلقي بأشلاء جسمه
الطاهر في أرجاء المكان ليودع أبناءه الستة ويرتقى إلى العلا شهيداً.
حياة المجاهدين
عُرف عن الشهيد صلاح أنه من عائلة ملتزمة مجاهدة، التحق بعد انتهاء دراسته الثانوية بجامعة القدس (كلية العلوم والتكنولوجيا
أبو ديس) وتخرج منها حاملا شهادة البكالوريوس في الأحياء.
تزوج صلاح من فلسطينية مقدسية أنهت دراستها الجامعية في أبو ديس تخصص فيزياء، واعتقل مرتين في سجون الاحتلال
لمدة أربع سنوات كما اعتقل 11 شهرا في سجون السلطة الفلسطينية.
أُبعد عام 1992م إلى مرج الزهور مع أكثر من 400 من قيادات حماس والجهاد الإسلامي، حيث أمضى قرابة عام كامل،
وكان أبو النور من المبعدين الناشطين في العمل الإعلامي والاجتماعي وكان مسئولا عن إجراءات الاتصال بين المبعدين وذويهم.
رحلته مع الاعتقال
بدأت رحلة الشهيد صلاح مع الاحتلال عام 1989م حين اعتقل إدارياً في سجن النقب، ثم في عام 1990 حين اعتقل وتنقّل
بين عدة سجون صهيونية قبل أن يبعد مع 415 قائداً في حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور في جنوب لبنان بعد
الضربات المؤلمة المتوالية التي وجّهتها كتائب الشهيد عز الدين القسام للصهاينة وعلى رأسها عملية أسر الجندي
(نسيم طوليدانو) وتصفيته نتيجة تعنّت الصهاينة ورفضهم إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل إخلاء سبيله.
وبعد عودة أبي النور من مرج الزهور اعتقل عام 1994 لـمدة (27) شهراً بتهمة عضويته في الخلية القسامية
التي أسرت الجندي الصهيوني (نخشون فاكسمان).
وخلال مسيرته الاعتقالية عرف أبو النور بسيرته الإعتقالية المشرّفة فقد كان ممثلاً للأسرى أمام إدارات السجون
وذو مواقف صلبة يسعى دوماً لانتزاع الإنجازات وتحصيل المكاسب للحركة الوطنية الأسيرة ساعده في ذلك إيمانه
العميق بقضيته وقضية الأسرى وقوة الشخصية التي كان يمتلكها وإتقانه للغة العبرية، كما عرف بتحدّيه للسجانين في
أقبية التحقيق وعناده الشديد أمام أساليب بطشهم وإغرائهم على حد سواء.
وفي مرحلة أوسلو اعتقل أبو النور في سجون سلطة أوسلو مرتين، ورغم قيامه بدور كبير ومميز في العمل الميداني
والجهادي في الانتفاضة الأولى والثانية، كان صلاح من الوجوه السياسية المعروفة في حماس، فكان ممثل الحركة
في لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس، وعرف بمواقفه التوفيقية والتجميعية مما جعله محل إجماع وقبول من الجميع.
علاقته بخلية أيمن حلاوة
كانت خلية حلاوة وحجة في بداية عملها تجلب تمويلها عن طريق الشهيد القسامي أحمد مرشود من مخيم بلاطة في نابلس،
حيث عمل كحلقة اتصال بين أيمن حلاوة وبين صلاح دروزة، حيث كان هو في البداية المعروف باسم "راشد"، حسب
ما قاله أيمن بعد استشهاد الشيخ القائد: صلاح دروزة وأحمد مرشود، وعمل أحمد مرشود على ترتيب آلية اتصال بين
صلاح دروزة والملقب بالاسم الحركي راشد وأيمن حلاوة بطريقة النقاط الميتة.
وكانت علاقة الخلية مع المجاهد القسامي القائد صلاح دروزة الملقب "راشد" تتمبطريقة أمنية معقدة عبر المراسلات
النصية والتي يتم تسليمها من خلال النقاط الميتة.
على موعد
وفي ذروة عمله ونشاطه الجهادي حان موعد الرحيل والشهادة، وبتاريخ 25/7/2001 قصفت طائرات الاحتلال
سيارة الشهيد القائد/ صلاح الدين نور الدين دروزة أثناء مروره عند المدخل الغربي لمدينة نابلس، ليرتقي شهيداً
بعد مسيرة 38 عاماً قضاها في رحاب الدعوة والجهاد.