الاسلام هو الحل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الاسلام هو الحل

من اجل الاسلام وفلسطين


    البخور ورش الأسطح بالخل والاغتسال بالماء البارد.. إجراءات احترازية رصدتها المخطوطات القديمة في زمن الأوبئة

    avatar
    البيرق الاخضر
    مجتهد
    مجتهد


    عدد الرسائل : 852
    تاريخ التسجيل : 16/01/2009

    البخور ورش الأسطح بالخل والاغتسال بالماء البارد.. إجراءات احترازية رصدتها المخطوطات القديمة في زمن الأوبئة Empty البخور ورش الأسطح بالخل والاغتسال بالماء البارد.. إجراءات احترازية رصدتها المخطوطات القديمة في زمن الأوبئة

    مُساهمة من طرف البيرق الاخضر الإثنين ديسمبر 07, 2020 1:02 pm

    البخور ورش الأسطح بالخل والاغتسال بالماء البارد.. إجراءات احترازية رصدتها المخطوطات القديمة في زمن الأوبئة TRm7uSn
    مخطوطة "بذل الماعون في فضل الطاعون" من أشهر الأعمال العربية في موضوع الأوبئة (الجزيرة)

    عماد مراد - الدوحة
    6/12/2020

    لم تكن الرعاية الطبية قديما هي الحل الأمثل لشفاء المرضى، بل كانت الوقاية من الأمراض والأوبئة الوسيلة الأهم والأنجع لحماية الإنسان، فتذكر الوثائق القديمة أن الإجراءات الاحترازية من أي جائحة كانت عبارة عن استخدام البخور والكندر (اللبان الشجري) لتنقية الهواء من الأوبئة، فضلا عن رش الماء والخل على أسطح المنازل وجدرانها، وسد فروق الأبواب والنوافذ والاغتسال بالماء البارد في وسط النهار.

    وأوصت المخطوطات التي ظلت صامدة مئات السنين، بضرورة اختيار موقع المنزل بأن تجلس الأسرة نهارا في الغرف المنخفضة والمواضع الباردة، أما في الليل فعليها باختيار الأماكن المرتفعة في مجرى الرياح التي يرون أنها تساعد على تنقية الأجواء من الأوبئة، فضلا عن ضرورة التنبيه على الخبازين والرقابة عليهم وغسل اليدين في أوقات محدد طوال اليوم.

    ونظمت مكتبة قطر الوطنية جلسة بعنوان "قراءات في مخطوطات مكتبة قطر الوطنية: أدبيات الوباء في التراث العربي والدروس المستفادة من جائحة كوفيد-19″، كانت فرصة سانحة لاستكشاف ما تزخر به هذه المكتبة من مخطوطات نادرة، إلى جانب الخدمات الرقمية والافتراضية المتوفرة في المكتبة التراثية.

    وتناولت الجلسة التجارب الفردية لمن عايشوا الأوبئة في التاريخ القديم والتي كانت حاضرة بجلاء في مؤلفاتهم، كل منهم حسب تخصصه. فالطبيب يصف المرض وعلاجاته وكيفية الاحتراز منه، والفقيه يذكر بالأحكام الشرعية المتعلقة به، والواعظ يرقق قلوب الناس ويسوقهم لحسن الظن بالله والتوبة، والأديب يصف الحال بأبلغ مقال لينقل الصورة للأجيال، والمؤرخ يثبت الحدث على مدار الزمان ويحفظه ليستفيد اللاحق من تجارب السابق.

    تراث ثري
    وركزت الجلسة على أدبيات الطاعون والوباء في التراث العربي، وهو تراث ثري متنوع يتسع في مدة 12 قرنا، ومن بينها مخطوطتان لدى مكتبة قطر الوطنية هما "بذل الماعون" لابن حجر العسقلاني، و"محنة الطاعون والوباء" لإلياس الإسباني التي ألفها للسلطان العثماني بايزيد الثاني عام 915 هجرية، وهي تؤرخ لوقوع زلزال شديد خشي أن يقع بعده وباء وطاعون، وقد بينت هذه المخطوطة الفرق بين أسباب الوباء والطاعون وعلاماتهما وطرق علاجهما.
    البخور ورش الأسطح بالخل والاغتسال بالماء البارد.. إجراءات احترازية رصدتها المخطوطات القديمة في زمن الأوبئة 0S42l9p
    المكتبة التراثية في مكتبة قطر الوطنية (الجزيرة)

    أما مخطوطة "بذل الماعون في فضل الطاعون"، فهي من أشهر الأعمال العربية في الطاعون وقد اعتمد عليها كثيرا، وهي من تأليف المحدث والمؤرخ المعروف ابن حجر العسقلاني (توفي 852 للهجرة)، الذي عاش في عصر المماليك بمصر والشام وعاصر عدة طواعين.

    وتبرز أهمية هذه المخطوطة في أن الكاتب ابن حجر فقد بسبب طاعون عام 819 للهجرة، ابنتيه غالية وفاطمة، ثم فقد ابنته الكبرى زين خاتون التي توفيت وهي حامل أثناء طاعون سنة 833 للهجرة، فضلا عما عاصره هو من طواعين أخرى، وتجربته الشخصية بإصابته بالمرض وشفائه منه. وتحتفظ مكتبة قطر الوطنية بنسخة نفيسة من المخطوطة كتبت في المسجد الأقصى بفلسطين سنة 864 للهجرة، أي بعد 12 سنة من وفاة المؤلف وحوالي 30 سنة من تاريخ تأليفه.

    تعريف الأوبئة
    تناول ابن حجر في مخطوطاته مبدأ الطاعون والتعريف به وحكم الخروج من البلد الذي يقع فيه والدخول إليه، بينما خصص الباب الأخير لما يشرع فعله بعد وقوعه والإجراءات التي يجب اتخاذها للوقاية منه، مع خاتمة فيها تاريخ الطواعين التي وقعت في زمانه والمآسي التي صاحبتها.
    البخور ورش الأسطح بالخل والاغتسال بالماء البارد.. إجراءات احترازية رصدتها المخطوطات القديمة في زمن الأوبئة MpwNAxq
    مخطوطات تتحدث عن الأوبئة قديما خاصة الطاعون (الجزيرة)

    وفرّق ابن حجر في مباحثه الأولى بين الوباء والطاعون، حيث ذكر أن أصل الطاعون القروح الخارجة من الجسد، أو هي الأمراض التي تفضي للموت، بينما الوباء هو عموم الأمراض المعدية التي تنتشر، أو هي فساد الهواء، فكل طاعون وباء وليس كل وباء طاعونا، واستند ابن حجر في كتابه على عدد من الأحاديث النبوية التي تعطي جملة من التوجيهات والرسائل المفيدة بكلمات محددة.

    وفي مخطوطة أخرى وهي رسالة لأبي سعد السمعاني (المتوفى 562 هجرية) من 5 أوراق، حث الكاتب على ضرورة غسل اليدين بانتظام في وقت الجائحة لما في ذلك من فوائد ووقاية من انتشار الوباء، وضرورة رقابة الخبازين والتحذير من العطاس أو التقارب.

    وفي مخطوطة لقاضي صفد بلبنان محمد القرشي (المتوفى في 780 هجرية) تحت اسم "شفاء القلب المحزون في بيان ما يتعلق بالطاعون"، تحدث عن الجائحة التي عمت زمانه وكيف تعامل معها الناس، قائلا "وكان هذا كالطاعون قد عمّ البلاد وأفنى العباد، وكان الناس به على خير عظيم ‏مِن إحياء الليل وصوم النهار والصدقة والتوبة، ‏فهجرنا البيوت ولزمنا المساجد، فكان الناس به على خير".

    المصدر : الجزيرة

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 6:45 pm